محمود المشهداني :استقالتي ستسهل عليهم اقالة المالكي

بغداد26/12/....في اول ظهور علني له بوسائل الاعلام بعد اعلانه استقالته التي أُجبر عليها، عاد د. محمود المشهداني رئيس مجلس النواب المستقيل الى خطابه اللاذع واسلوبه الساخر الذي تخلى عنه في الجلسة الاستثنائية التي شهدت استقالته وطلبه الاحالة على التقاعد. وانتقد المشهداني في لقاء اجرته معه صحيفة انترناشونال هيرالد تربيون، كلا من الولايات المتحدة والقوى والاحزاب المشاركة في العملية السياسية، بما فيها جبهة التوافق، وبل وانتقد نفسه ايضاً. ونقلت الهيرالد تربيون عن المشهداني قوله انه "اجبر" على الاستقالة كي يسهل على كتل سياسية "اقالة" رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال انه استقال تحت ضغط من قبل "المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والحزب الاسلامي العراقي والتحالف الكردستاني"، لأنهم "يأملون انه بعد استقالتي سيكون اسهل عليهم اقالة المالكي".وكان المشهداني قال في مؤتمر صحفي عقده امس في بغداد ان كتلته في البرلمان، مجلس الحوار الوطني، ستنسحب فورا من جبهة التوافق كما انسحبت من الجبهة الكتلة المستقلة، في تطور من شأنه ان يقلل من عضوية التوافق في البرلمان الى 27 فيما كانت تحوز على 38 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان وعددها 257.وبحسب الصحيفة فان مستشار رئيس الوزراء الصحفي ياسين مجيد نفى ما ذهب اليه المشهداني قائلا "نحن لا نتفق مع تحليل المشهداني حول وجود محاولة لاجبار المالكي على التنحي".وبدوره رفض فؤاد معصوم رئيس التحالف الكردستاني في البرلمان وجود مؤامرة تحاك ضد المالكي، قائلا ان "علاقتنا مع رئيس الوزراء المالكي وحزب الدعوة جيدة على الرغم من الخلافات السياسية" واضاف ان "حكومة رئيس الوزراء المالكي تحظى بثقتنا". وكان فؤاد معصوم قد نفى ايضا في وقت سابق ان تكون اجتماعات دوكان التي عقدت ابان عطلة عيد الاضحى ولم يحضرها المالكي ان تكون موجهة ضد رئيس الوزراء.وانتقد المشهداني، "الصراع السياسي المحتدم" اثر استقالته، كما وجه كلمات لاذعة للولايات المتحدة قائلا انها "سلمتنا دولة خربة"، ووصف القوات الاميركية في العراق بـ "قوات الاحتلال البغيض" الذي "دمر كل شيء" في البلد، معتبرا أن اتفاقية وضع القوات القانوني (صوفا) المبرمة بين العراق والولايات المتحدة في تشرين الثاني الماضي كانت احراجا كبيرا للولايات المتحدة. وقال ان "الشعب العراقي اجبر القوات الاميركية على ابرام اتفاقية انسحاب مهين". واشارت الصحيفة الى ان رئيس مجلس النواب السابق لم يكن من الداعمين للغزو، لكنه لم يكن معروفا بتوجيه نقد شديد له.ووجه المشهداني، وفقا للصحيفة، كلمات لاذعة حتى لشخصه ولحزبه السابق قائلا انه "لم يحقق شيئا" له باستثناء العيش في "قصر" و "توفير حراس شخصيين يغلقون الطريق لنا (كي نمر)".واثارموضوع استقالة الدكتور محمود المشهداني من رئاسة مجلس النواب الكثير من الجدل والنقاشات التي لم تنته بالموافقة على الاستقالة التي اصرّ عليها الائتلاف العراقي الموحد والتحالف الكردستاني، اذ ان الجدل يحتدم الان حول من سيرأس البرلمان بدلا من المشهداني؟ وهل سيكون ذلك ضمن اتفاقات وصفقات سياسية ،ام يجري كما اعتاد مجلس النواب في قراراته المهمة بالتوافق؟!..المشهداني اشار الاربعاء في مؤتمر صحفي الى انه يفضل ان يخلفه رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان عقيل عبد الحسين لكونه"حياديا" كما ذكر المشهداني. فيما اعتبر رئيس مجلس الحوار الوطني خلف العليان الذي اعلن انسحابه من جبهة التوافق ان منصب رئيس البرلمان هو من حصة المجلس ،وانه سيرشح اليه حسن ديكان ،وطه اللهيبي من مجلس الحوار، ومن كتلة الحوار صالح المطلك رئيس الكتلة وأسامة النجيفي عضو القائمة العراقية وكذلك النائب المستقل نديم الجابري. فيما رفضت جبهة التوافق العراقية على لسان عضوها اياد السامرائي الاعلان عن اسماء مرشحيها ،مؤكدة على انها الوحيدة التي تمتلك حق ترشيح رئيس البرلمان كونه من "حصة الجبهة" ، وان اسم المرشح سيكشف عنه عندما يتم الاتفاق عليه في الجبهة. الى ذلك نفت النائبة ميسون الدملوجي وجود اتفاق على من يخلف المشهداني وقالت ان من يدعو لإلغاء المحاصصة بالأقوال عليه يكرسها بالأفعال، في اشارة الى دعوة طارق الهاشمي التخلي عن منصبه كنائب لرئيس الجمهورية مقابل الغاء المحاصصة، بينما يصر الحزب الاسلامي الان على الاستحواذ على منصب رئيس مجلس النواب. وقالت إن المجلس بحاجة إلى رئيس يتسم بالكفاءة وليس إلى محاصصات طائفية، متهمة من أسمتها "الأحزاب الكبيرة والمهيمنة على السلطة" بالصراع فيما بينها على منصب رئاسة البرلمان.وكانت تكهنات قد اشارت الى ان من المرشحين النائبين اياد السامرائي ،واسامة التكريتي الاعضاء في الحزب الاسلامي. فيما اعلن د.حسين محمد الجبوري رئيس التجمع الوطني العراقي،والأمين العام للتجمع العربي العراقي عن ترشيح نفسه للمنصب، وسط تسريبات تشير الى ان هناك توافقا بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة وحزب الدعوة تنظيم العراق ومنظمة بدر على قبول ترشيح الجبوري الذي ينتمي الى جبهة التوافق. وما بين التجاذبات والنقاشات الدائرة حول من سيخلف المشهداني في منصبه يبقى الجميع بإنتظار اول جلسة من جلسات المجلس في العام القادم، بعد عودة النواب من عطله نهاية السنة لمعرفة اسم من يخلف (الطبيب الذي غلبته لعبة السياسة) في رئاسة البرلمان

مشكورررررررر

واصل ابداعك...